السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,
البارحة كنت ناوي أنام من المغرب ,
لكن أتاني صديق عزيز من مدينة مجاورة فخرجت معاه ,
لكن بصراحة فوجئت بـ( الكَفر حَدَانا ) !!
مراجيح في كل حتة ,
و زحمة قوي كأننا في العيد ,
و على الكورنيش مزيج من ( الحبِّيبة ) و العائلات ,
و طبعاً لا ننسى تجارة ( تأجير الحمير) اللي بتزدهر في الأوقات اللي زي دي ,
و الجديد بقى - هو يمكن يكون قديم بس أنا أول مرة أشوفه - إن الناس ناصبين أكثر من شادر زي بتاع الأفراح كده في الشوارع ,
و بيوزعوا فيه رز بلبن و كركديه و تمر هندي و كده ,
و الناس في الشادر مشغلين أغاني - بيقولوا عليها إسلامية - بصوت عالي جدا ,
و الرجالة الكبار عمالين يتمايلوا أو بمعنى آخر ( بيفقَّروا ) ,
و العيال الصغيرين بيرقصوا هم كمان و بيتنططوا ,
و بعض الشباب ( المِهَيْبَر ) برضه منتشي بالأغاني دي ,
و ( الهيفي خيبة ) - الخيبة التقيلة يعني - إن الأغاني دي بعيدة كل البعد عن كونها ( إسلامية ) ,
بل الأولى أن تُسمى أغاني ( شِركِية ) ,
لأن فيها ألفاظ غلط كتير زي :
مدد يا رسول الله ,
مدد يا دسوقي مدد يا إمام - و ما تسألش إيه اللي دخل الدسوقي في المولد النبوي - ,
و غيرها ,
- و المعلوم أن طلب المدد هو دعاء , و صرف الدعاء لغير الله شرك - ,
المهم لقيت حاجات كتيرة استغربت لها ,
لكن في الآخر لم أجد تعليقاً على هذا الوضع غير إنه :
(( مولد و صاحبه غايب ))
و لما جيت أفكر في الجملة لقيتها صحيحة ... جدا ,
بل الأَوْلى أن تكون :
(( مولد و صاحبه لازم يكون غايب ))
لأن مولد زي كده , أكيد صاحبه - صلى الله عليه و سلم - حتى لو كان حياً لكان سيغيب عنه ,
لأنه - صلى الله عليه و سلم - ما كان ليشهد هذا الزور ,
و ماكان ليرضى أن يكون الاحتفال بمولده بهذا الشكل الفج من المعاصي و الاختلاط و التبرج و المعازف و ....
اللذيذ في الأمر - غير الرز بلبن - إن ( المحافل ) دي معظمها بتبدأ بحاجات فيها وقار ,
زي أسماء الله الحسنى مثلا , و بعض آيات القرآن ,
لكن علشان الناس ( تنبسط ) فلابد من التحول السريع !!
و رحم الله ابن القيم إذ يصف حال أمثال هؤلاء فيقول :
تُلِيَ الكتاب فأطرقوا لا خيفـةً *** لكنه إطراق ساهٍ لاهٍ
وأتى الغناءُ فكالحمير تناهقـوا *** والله ما رقصوا لأجل الله
دُفٌ ومزمارٌ ونغمةُ شادنٍ *** فمتى رأيت عبادةً بملاهي
ثقل الكتاب عليهمُ لما رأوا *** تقييدَهُ بأوامرٍ ونواهي
سمعوا له برقاً ورعداً إذ حـوى *** زجراً وتخويفاً بفعل مناهي
و رأوه أعظم قاطعٍ للنفس عن *** شهواتها يا ذبحها المتناهي
وأتى السماع موافقاً أغراضها *** فلأجل ذاك غدا عظيم الجاه
أين المساعد للهوى من قاطـعٍ *** أسبابه عند الجَهول الساهي
إن لم يكن خمر الجسوم فإنـه *** خمر العقول مماثلٌ ومضاهي
فانظر إلى النشوان عند شرابـه *** وانظر إلى النسوان عند ملاهي
------------------
مش قلت لكم إن معظم الخيبة و المصايب اللي احنا فيها ليها أصل في الماضي ؟؟
......................
آخر حاجة عارف إن الناس هتسأل :
طب اللي بيحتفل بالمولد من غير أغاني و لا اختلاط و لا كلام فاضي من بتاع الجهّال ده , حرام و لا حلال ؟؟
هنقول لهم زي ما ابن مسعود ما قال :
" إنكم لعلى مِلِّةٍ هي أهدي من ملة محمد ,
أو مفتتحوا باب ضلالة "
انت بتعمل حاجة تتقرب بيها إلى الله ,
يبقى لازم تعملها بالطريقة اللي ربنا قال لك عليها عن طريق نبيه :
(( الإخلاص و المتابعة ))
انت عندك الإخلاص , و نية التقرب إلى الله ,
لكن المتابعة مش موجودة , لأنك بتعمل حاجة على غير الطريقة اللي الرسول قال لك عليها ,
و قد قال - صلى الله عليه و سلم - :
( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) , يعني مردود على صاحبه لا يقبله الله ,
و النية الصالحة في العمل - بدون وجود المتابعة - ليست كافية لقبول العمل ,
يقول الله عز و جل :
{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِين َ أَعْمَالًا (103)
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) } . سورة الكهف
يقول ابن كثير في تفسيرها :
" الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيهمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا " : أَيْ عَمِلُوا أَعْمَالًا بَاطِلَة عَلَى غَيْر شَرِيعَة مَشْرُوعَة مَرْضِيَّة مَقْبُولَة .
" وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا " : أَيْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْء وَأَنَّهُمْ مَقْبُولُونَ مَحْبُوبُونَ .
و موضوع البدعة و السنة و البدعة الحسنة و غيرها مما يطول الكلام عنه ,
و إن شاء الله نبقى نتكلم عنه بشكل منفصل في موضوع آخر إن شاء الله
و دي فتاوى لابن تيمية رحمه الله عن هذا حكم الاحتفال بالمولد :
http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/37.htm
و دي أقوال مجمعة عن حكم الاحتفال بالمولد :
ربنا يهدينا و يتوب علينا ,
و جزاكم الله خيرا على القراءة ,
و لا تنسونا من دعوة صالحة بظهر الغيب :
أن يطهر الله بدني و قلبي و عقلي من كل شر
و ان يهديني و يتوب عليّ و يرحمني ,
و إياكم و سائر المسلمين و المسلمات .
في أمان الله
قال الدارمي - رحمه الله-:
ReplyDeleteأخبرنا الحكم بن المبارك انا عمر بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال :
كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة, فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد..
فجاءنا أبو موسى الأشعري..
فقال: أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟
قلنا: لا.
فجلس معنا حتى خرج.
فلما خرج قمنا إليه جميعا ..
فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته , ولم أر والحمد لله إلا خيرا.
قال : فما هو؟
فقال إن عشت فستراه.
قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة , في كل حلقة رجل , وفي أيديهم حصا , فيقول: كبروا مائة فيكبرون مائة..
فيقول : هللوا مائة فيهللون مائة ..
ويقول : سبحوا مائة , فيسبحون مائة .
قال: فماذا قلت لهم ؟
قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك أو انتظار أمرك .
قال: أفلا أمرتهم ان يعدوا سيئاتهم , وضمنت لهم ان لا يضيع من حسناتهم ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم ..
فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون .
قالوا: يا أبا عبد الله حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح..
قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء , ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه و سلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وأنيته لم تكسر , والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدي من ملة محمد ؟
أو مفتتحوا باب ضلالة ؟
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا الا الخير.
قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثنا أن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم.
ثم تولى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة : رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.[1/79]
بارك الله فيك ونفع بك
ReplyDeleteيارب يا هادي
ReplyDeleteجزاك الله خيرا.
موناليزا
ReplyDeleteايومي
بارك الله فينا و إياكم ,
و جزاكما الله خيرا
السلام عليكم ورحمة
ReplyDeleteالله تعالى وبركاته
اللهم طهر بدنه
و قلبه و عقله
و من كل شر وأهديه
و تــــــب عليه وأرحمه
واجعل لنا وللمسلمين
أجمعين نصيباً من دعوانا .آمين
وجزاك الله خيراً ياتيمى.
د. نور
ReplyDeleteو عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزانا و إياكم يا د.نور
و جزاكم الله خيرا على الدعاء , جعله الله مستجابا
و جزاكم الله خيرا