زي ما فيه حاجات صح و حاجات غلط

فيه حاجات غلط ممكن تبقى صح

بس عاوزة شوية

تــظــبـــيــط

ــــــــــــــــــــــــــــ

قبل أن تقرأ المدونة

-- حقٌ على أصحاب الكؤوس أن يتناصحوا --

لا يُعــذَر المسلم في تخليه عن الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتـى وان كان مُقصراً في نفسه في بعض الأمور ,

بـل إن الإنسان عليه أن ينهى عن المنكر حتى وان كان هــو واقـع فيــه

فوقوعه في المنكر ذنب وعدم إنكاره على الآخرين ذنب آخر يُسأل عنه,
ولا شك ان على من ينصح أن يسعى جاهداً لتغيير ما بنفسه ليكون قدوةً ومثالاً يُحتذى به.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

25 May, 2010

ـ ربك رب قلوب ... و أعمال كمان ـ


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,


- (مودي) شاب كوول
,
على الناصية على طول ,
لابس حظاظة و مسقط البنطلون
,
و لما حد يكلمه ,
يقول لك : إيه يا مان , ده أنا أحسن من ناس كتير ,
أنا لا بروح ديسكو
و لا بمشي مع بنات ,
و لا بقضيها دردشة و اشتغالات ,
و بعدين العملية مش بالشكل و لا بالهيئة و لا بالهدوم ,
المهم إن الواحد قلبه ( نِدِيف ) -نظيف يعني-



- أما ( لولي ) فبنوته استايل آخر حاجة ,

علشان تعرف تلبس البنطلون ... بتحط على جسمها صابون ,
أما البادي , فبتلبسه بدون الحاجة إلى ( زحلقة )
و طبعا مش كاشفة شعرها ,
إنما مغطياه بطرحة اسبانيش على الموضة
,
و لما تيجي واحدة تكلمها ,
تقول لها : أنا مش بعمل حاجة غلط ,
أنا بلبس بنطلون علشان رجلي ما تتكشفش
و أنا بركب المواصلات لو لابسه جيبة ,
و بلبس البادي بكم , مش بنص كم زي البنات الوحشين ,
و بعدين أنا أحسن من ناس كتير ,
و المسألة مش بالمظهر , لكن بالجوهر .


-------------------------------------



طبعا الدين ليس مظهرا فقط ,

لكنه مظهرٌ مع جوهر ,
كلاهما معاً ,

ممكن يبقى واحد مظهره ملتزم , لكن باطنه غير كده ,

عادي , المنافقين كانوا كده ,


إنما ما ينفعش
يبقى واحد باطنه كويس و ظاهره وحش ,
لأن الباطن لما بيبقى كويس , بـ(ينشع) على الظاهر و بيظهر على الجوارح ,
زي ما العرب بيقولوا في المثل :
" كل إناءٍ ينضح بما فيه "
يعني ما تجيبش قُلَّة و لا زير بينضح جاز ريحته وحشة ,
و تقول لي إن فيهم مية نظيفة !!

و الرسول -صلى الله عليه و سلم - بيقول :

(( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ))
[رواه البخاري]
قال شيخ الإسلام بعد ذكر الحديث: (... فمن صلح قلبه صلح جسده قطعا بخلاف العكس)
[مجموع الفتاوى(7/9)]

( وإذا قام بالقلب التصديق به والمحبة له , لزم ضرورة أن يتحرك البدن بموجب ذلك من الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة , و يظهر على البدن من الأقوال والأعمال هو موجب ما فى القلب ولازمه ودليله ومعلوله , كما أن ما يقوم بالبدن من الأقوال والأعمال له أيضا تأثير فيما فى القلب فكل منهما يؤثر فى الآخر لكن القلب هو الأصل والبدن فرع له والفرع يستمد من أصله والأصل يثبت ويقوى بفرعه
)
[مجموع الفتاوى ( 7 / 541) ]

و قال تعالى :

{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ
أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ
}
[المجادلة:22]

و قال تعالى :

{تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا
لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ
وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ
}
[المائدة:80-81]

فأخبر سبحانه و تعالى أن من كان مؤمنا بالله واليوم الآخر -و الإيمان في القلب-

لا يواد أعداء الله ورسوله -و الود و الموالاة عمل ظاهر -
بل نفس الإيمان ينافي مودتهم، فإذا حصلت الموادة دل ذلك على خلل الإيمان.


و ابن المقفع كان اتكلم عن حاجة زي دي في نص " اختيار الصديق "
اللي كنا أخدناه في الثانوي لو فاكرين ,

كان اتكلم عن الصديق الكذاب و قال :
" لأن الكذب الذي يجري على لسانه إنما هو من فضول كذب قلبه "

يعني ما ينفعش يكون حد بيكذب - ظاهِرُهُ كذاب - و يقول أنا من داخلي صادق و قلبي نظيف ,

لأن (بوظان) الجوارح و الأعمال الظاهرة بيبقى ناتج عن بوظان المصدر و هو القلب - الباطن -


إلا إذا ....

.
.
.
.
.
إلا إذا كان الشخص جاهل أو فاهم غلط ,

و بيتحرى الخير فعلا , لكن بيعمل الشر لجهله أنه شر ,
زي ما ( بعض ) الشباب ما بيلبس حظاظات و بيسمع أغاني و ما يعرفش إنها حرام ,
و (بعض) الفتيات بتلبس بنطلونات و لبس ضيق و ما تعرفش إنه حرام ,
و لو إني أشك
إن فيه حد اليومين دول مش عارف الحلال من الحرام ,
{ بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ }
[القيامة: 14-15]


عارف إن فيه واحد بيقول :

يا عم , ده الرسول - صلى الله عليه و سلم - بيقول :
(( إنما الاعمال بالنيات ))
و انت بتقول لي الظاهر و الشكل ؟؟ المهم النية يا باشا ,

و الرد على الشبهة دي سهل جدا ,

الرسول قال إنما ( الاعمال ) بـ(النيات )
و لم يقل إنما ( النيات ) بـ(النيات)

يعني لازم يكون فيه عمل و فيه نية ,

لكن ما ينفعش تكون فيه نية و خلاص من غير عمل


واحد تاني هييجي يقول :

يا عمي , ده الرسول بيقول :
(( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم . ولكن ينظر إلى قلوبكم ))

و الرد على الشبهة دي برضه سهل جدا
,

فقط أكمل الحديث :
((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم . ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))
[الراوي: أبو هريرة - المحدث: مسلم -
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 4651
خلاصة حكم المحدث: صحيح]



آخر حاجة بس عاوز أقولها ,

هي أننا لا ننادي بإصلاح الظاهر فقط
لكن بإصلاح الباطن مع الظاهر ... كلاهما معاً


نسأل الله أن يُصلِح شأننا كله ,

و أن يُصلح باطننا و ظاهرنا ,
و أن يغفر لنا مالا تعلمون و يجعلنا خيرا مما تظنون


????? ?????? - ?????? ??????: ???? ??????? ??? ?????? ???????

http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=119525


و جزاكم الله خيرا

و
بالله عليكم لا تنسونا من دعوة صالحة بظهر الغيب

...........................

21 May, 2010

ـ ساء ما يحكمون ( ق ق ج ) ـ




المشهد الأول :

كان يشاهد أحد الأفلام على التلفاز ,
سمع الأذان في الخارج : حي على الصلاة , حي على الفلاح ,
فاتخذ قراره بسرعة .... ينتهي الفيلم أولا ثم أصلي بعد ذلك



المشهد الثاني :

توضأ و بدل ملابسه و استعد للذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة ,
و قبل أن يخرج من البيت سمع صوت نجمه المفضل في لقاء حصري على التلفاز ,
أجَّلَّ الصلاة و قال : أشاهد البرنامج أولا ثم أصلي بعد ذلك .


و لسان الحال :
.
.
.
.
.

{ فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }
[الأنعام : 136]


ـ




نسأل الله أن يهدينا و يتوب علينا ,
و أن يعلمنا ما ينفعنا و ينفعنا بما علمنا


11 May, 2010

ـ ( مؤمن ) .. مطمّن , مرتاح ـ


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,


كنت عاوز أسأل عن رد فعل حضراتكم لما تقرأوا بعض مقولات سلفنا الصالح اللي زي دي :

" إنه لتمر بي أوقات أقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا , إنهم لفي عيشٍ طيب "

و قول آخر :
" لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف."

بالنسبة لي , المقولات اللي زي دي كانت بتسبب لي شعور غريب ,
مش عارف هو إيه بالظبط !!
يعني تقدر تقول إنه شعور بغيرة
ناتج عنها نرفزة و شوية مشاعر تانية كده ,
علشان أصلا مش ( حاسس ) باللي هم حاسين بيه ,
و نفسي أعرف إيه اللي هم فيه ده و مخليهم مبسوطين و مستريحين كده ؟؟
و اشمعنا هم يعني عارفين يعيشوا سعداء و مطمئنين كده ؟؟
على رغم مشاكلهم و محنهم و ابتلاءاتهم و فقرهم , و أنا لأ ؟؟
هو مش كلنا مسلمين و بنعبد إله واحد زي بعض و لا إيه ؟؟


و الإجابة اللي كنت بلاقيها هي :
إن إيمانهم قوي


بس برضه ببقى مش فاهم
!!
يعني إيه برضه إيمانهم قوي يعني ؟؟
و إزاي يعني إيمانهم قوي ؟؟
و بيعملوا إيه علشان يبقى إيمانهم قوي
؟؟
و إيمانهم لما بيبقى قوي بيخليهم مبسوطين إزاي ؟؟

مش هو الإيمان أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره ؟؟
طب ما احنا عارفين يا عم و مؤمنين بالحاجات دي كلها ,
طب اشمعنا احنا مش عايشيين زيهم ؟؟


و طبعا كالعادة ,
الواحد للأسف مش بيركز في أمور دينه و مش بيهتم بيها زي أمور دنياه ,
فتركت الموضوع ( على ما تُفرج ) و خلاص ,


و في يوم من الأيام ,
كنت قاعد مع زمايلي بنرغي في في شوية حاجات كده ,
و التلفزيون شغال على قناة العفاسي للقرآن
و كالعادة طبعا ما كناش مركزين معاه ,
لكن لقينا الشيخ بيبكي في القراءة ,
فكان رد فعلنا الطبيعي إننا انتبهنا للتلفزيون و بصينا هو إيه الآية اللي بيبكي فيها دي ؟؟

فكانت هذه الآية :

{ قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر
فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل
ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى ( 71 )
قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا
فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ( 72 )
إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( 73 )
}
[طه]

الواحد انتبه مرة تانية ,
إيه الكلام ده بقى ؟؟
ده شبه الكلام اللي فوق بتاع عيشٍ طيب و كده
و السحرة دول طلعوا مش هاممهم حاجة و لا فارقة معاهم ,
بيقولوا : اعمل اللي تعمله ,
انت آخرك معانا في الدنيا , و الدنيا هتخلص كده كده , و الله خيرٌ و ( أبقى )

افتكرت ساعتها الآية الثانية في نفس القصة - قصة موسى و فرعون - :

{ قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون
لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين ( 49 )
قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون ( 50 )
إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين ( 51 )
}
[الشعراء]

إيه الرد القوي الواثق ده ؟؟
{ لا ضير , إنّا إلى ربنا منقلبون }
مش مشكلة , احنا كده كده راجعين لربنا في الآخر ,


ظلت هذه الآية : { لا ضير , إنّا إلى ربنا منقلبون } ,
في راسي وقت كتير قوي
و قعدت أفكر فيها كتير ,
فعلا مافيش أي مشكلة , طالما الحياة ليست ممتدة إلى الأبد ,
و في الآخر راجعين لربنا ,
يبقى مافيش هم و لا مصيبة و لا ظلم غير منتهي ,
كله هينتهي في الآخر و هنرجع لربنا .


المهم وقع في يدي كتاب للشيخ ياسر برهامي بعنوان " أعمال القلوب "
بعد ما قرأت الكتاب عرفت إن الفرق كبيييييييير جدا ,
بيننا و بين سحرة فرعون المؤمنين , و السلف الصالح ,


لأن الإيمان مكون من أربعة أشياء :

- قول القلب : وهو تصديقه وإقراره .
- عمل القلب : وهو النية والإخلاص، ويشمل هذا انقياده وإرادته،
وما يتبع ذلك من أعمال القلوب كالتوكل والرجاء والخوف والمحبة.
- إقرار اللسان : وهو قوله والنطق به.
- عمل الجوارح : والعمل يشمل الأفعال والتروك قولية وفعلية.



و تقريبا الإيمان اللي عند الواحد هو مجرد إقرار اللسان
بأنه يؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره ,
و أحيانا بيبقى معاه قول القلب و تصديقه و إقراره ,


لكن اللي فرق إيمانهم عن إيماننا هو ( عمل القلب )
إنهم فعلا فهموا معنى أركان الإيمان دي , و تيقنوا منها ,
مش مجرد إنهم عرفوها
-قول القلب- و رددوها -قول اللسان- ,
لكن فعلا تيقنوا منها
, و خضعوا لها ,
استطاعوا أن يطبقوها على أعمالهم و جوارحهم ,

زي ما رسول الله - صلى الله عليه و سلم - لابن عباس :
(( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،
وإن اجتمعوا على أن
يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ،
رُفِعت الأقلام وجفت الصحف
))

[ الراوي:عبدالله بن عباس - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي -
الصفحة أو الرقم: 2516 - خلاصة حكم المحدث:صحيح ]


و كما قال تعالى على لسان هود - عليه السلام - :
{ إني توكلت على الله ربي وربكم
ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها
إن ربي على صراط مستقيم ( 56 )
}
[هود]

" فلا تتحرك ولا تسكن إلا بإذنه
فلو اجتمعتم جميعا على الإيقاع بي ,
والله لم يسلطكم عليَّ , لم تقدروا على ذلك ,

فإن سلطكم , فلِحكمةٍ أرادها.
"
[تفسير السعدي]


فعلا , لو الواحد آمن حق الإيمان و تيقن تمام اليقين ,
أنه ما من شيء مخلوق على الأرض إلا و الله آخذ بناصيته ,
و متحكم فيه و لا يقدر على فعل شيء إلا بإذنه ,
يبقى هيعيش مطمئن و مش هيجزع من المصائب ,

فلو كان مثلا الدكتور مستقصدك في الكلية علشان لحيتك أو نقابِك
أو كان صاحب البيت ليه قرايب مهمين و عاوز يطردك ,
و لو كان لابسك عفريت مخليكي مش عارفة تتجوزي مثلا ,
أو مديرك في الشغل بيستقصدك و عاوز يرفدك علشان يعيِّن بنت أخوه
!!
أو .....

أو أي حد متسلط عليك و ظالمك ,
فاعلم أن الله يعلم ما أنت فيه ,
و أن الله يستطيع أن يدفعه عنك ,
لكن الله ( سمح له ) أن يتسلط عليك و يظلمك لحكمةٍ أرادها الله عز و جل ,
و قضاء الله للمؤمن كله خير , و ليس ذلك لأحدٍ إلا المؤمن .


نسأل الله أن يقوي الإيمان في قلوبنا ,
و أن يقلب قلوبنا إلى طاعته ,
و ألا يكلنا لأحدٍ غيره ,
و أن يعلمنا ما ينفعنا و ينفعنا بما علمنا ,
و ألا يجعلنا كالحمير تحمل أسفارا و لا تنتفع بها ,


جزاكم الله خيرا ,
و لا تنسونا بالله عليكم من دعوةٍ صالحة من القلب بظهر الغيب
أن يُصلِح الله شأننا كله , و يغفر لنا و يتوب علينا و يوفقنا لما يحب و يرضى .


________________________

و أخيرا ,
أنصح نفسي و إياكم بقراءة :
كتيب " الإيمان و أثره في القلب "
و كتيب " الإيمان بالقضاء و القدر و أثره في السلوك "
و كتاب " أعمال القلوب " , كلهم للشيخ ياسر برهامي ,
أو كتيب " العبودية " للدكتور مجدي هلالي ,
و أن يقرأ في سير الأولين و مواقفهم , خاصة القصص القرآني و يقرأ تفسيره ,

و لو لقيتوني نسيت الكلام اللي أنا كاتبه ده أو لم أعمل به ,
فأرجو أن تذكروني به ,
فإنما كتبته لأنصح نفسي و أذكرها به قبلكم ,

جزاكم الله خيرا

ـ

06 May, 2010

كل ما تيجي تتوب , بترجع لنفس الذنوب ؟؟




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,


كنا اتكلمنا من زمان عن موضوع الإقلاع عن الذنوب
أو أي عادة عاوزين نبطلها و مش عارفين ,
و رغينا كتير في الموضوع ده :

عاوز أبطل ... ما تبطلشي !!!


و النهاردة هنتكلم بإذن الله عن جزء واحد فقط هو
.
.
.

الفشل !!

الفشل في الإقلاع عن بعض الذنوب و تركها ,

و طبعا الفشل ده مش علشان تركها مستحيل
,
لأن الله عز و جل لم يأمرنا إلا بما في وسعنا أن نفعله
{ لا يُكلف الله نفساً إلا وُسعها }
[البقرة : 286 ]

كما يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين:
" ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل عن مكانه،
وكان مأموراً بإزالته ، لأزاله .
"

يعني لو ربنا أمرك بإزالة جبل , يبقى انت تقدر تزيله
,
لأنه زي ما قال تعالى : { لا يُكلف الله نفساً إلا وُسعها }
[البقرة : 286 ]


أم هند , مش عاوزين نطول علشان الناس ما تنامش ,

طيب لو ما عرفناش ننفذ اللي ربنا أمرنا بيه من بعض الطاعات ,
أو لم نستطع ترك بعض ما نهانا عنه ؟؟

يبقى خلاص ؟؟
نيأس و ( نبلّط ) في الخط ,
و نقضيها بقى صياعة ؟؟
و تشرب علشان تنسى ,
و نقول ما هي العملية بايظة بايظة ؟؟

و لا نتصل بـ
0900 0900
و نشارك في السحب , و يمكن نكسب خلاط ؟؟


الإجابة الصحيحة هي :
لا هذا و لا ذاك !!

إنما أن نبدأ في فِعل :
( الحسنات الماحية )

قال تعالى : { إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذكِرِينَ }
[هود:114].

وقال صلى الله عليه وسلم : (( اتق الله حيث ما كنت ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تمحها،
وخالق الناس بخلق حسن
))
[ الراوي: أبو ذر الغفاري - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي -
الصفحة أو الرقم: 1987- خلاصة حكم المحدث: حسن ]

و كما قال رسول الله لأبي ذر :
(( إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها ))
قال : قلت يا رسول الله ! أَمِنَ الحسنات لا إله إلا الله !
قال : (( أفضل الحسنات ))
[ الراوي: أبو ذر الغفاري - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب -
الصفحة أو الرقم: 3162 - خلاصة حكم المحدث: صحيح ]


فطالما مش عارفين نمنع السيئات إنها تيجي من الأول ,
يبقى نشوف لها حاجة تقلل من تأثيرها و تمحيها بعد وقوعها ,

زي لما يبقى عندك إناء فيه مياة نظيفة - و ده الأصل في قلب المؤمن-
و وقع فيها شوية حبر - سيئات - غيروا لونها ,

فإنت طالما ما عرفتش تمنع الحبر ده من النزول في الأول -و وقعت في السيئات- ,
يبقى تحط في الإناء مية نظيفة علشان تقلل من تركيز الحبر ده
,

و كل ما الحبر يقع في الإناء - طالما انت مش عارف تتوب و تبطل و تمنع الحبر- ,
يبقى كل ما تقع منه نقطه , نحط قدامها نقط كتير من المية النقية ,
علشان تمحي أثر الحبر في الإناء ,

وصلت ؟؟


ملحوظة مهمة :
الكلام ده مش معناه إن الواحد لا يتوب و لا يستغفر بعد الذنوب ,
و يقول هطلع صدقة أو أقوم أصلي بعدها أو أقرأ قرآن و خلاص ,

لا .... و ألف لا ,
إنما الواحد بعد كل ذنب لازم ( يُسارع ) بالتوبة منه , و يستغفر الله كثيرا ,
قال رسول الله :
((
إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطىء ،
فإن ندم و استغفر الله منها ألقاها، وإلا كُـتِبَت واحدة
))
[ الراوي: أبو أمامة الباهلي - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع -
الصفحة أو الرقم: 2097 - خلاصة حكم المحدث: حسن ]

و إلا هيبقى زي الرقاصة اللي بتروح تحج كل سنة علشان ربنا يغفر لها ,
بينما هي ( مُصِرّة ) على الذنب , و ناوية تستمر في (الاهتزاز)
لما ترجع تاني ,
و ده طبعا ما ينفعش , لأن دي مش توبة ,لأن مافيهاش ( العزم على عدم العودة للذنب ).


و الحسنات الماحية دي بتبقى حاجة إيجابية هو بيعملها ,
بدل ما يقعد ندمان و ما يعملش حاجة ,
أو الشيطان يجيله و ييأسه من قدرته على التوبة ,
فلما يعمل حسنات ماحية بعد الذنب و الاستغفار ,
هيطلع من دائرة اليأس
اللي الشيطان بيحطه فيها بعد الذنب ,
و في نفس الوقت هيساعد في إن السيئات اللي عملها دي تُغفَر له .
و يقل الهم و الضيق
اللي هيشعر بيه بعد المعصية ,

قال رسول الله :
((
إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ،
ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ، ثم عمل حسنة أخرى فانفكت حلقة أخرى ,
حتى يخرج إلى الأرض
))
[ الراوي: عقبة بن عامر - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة -
الصفحة أو الرقم: 2854 - خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات]


و بالنسبة للحسنات الماحية فهي كثيرة بحمد الله ,
سنذكر بعضها بدون أن نذكر الحديث للاختصار :
قراءة القرآن مثلا , كل حرف بحسنة و الحسنة بعشرة أمثالها ,
أو الصدقة خاصة صدقة السر التي تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار ,
أو الصدقة عامةً ربنا بيضاعفها لحد 700 ضعف أو أكثر ,
و الوضوء تخر معه الخطايا من كل عضو تغسله ,
و الذهاب للمسجد , مع كل خطوة تزيد حسنة و تُحَط عنك سيئة ,

و انتظار الصلاة في المسجد و أنت على وضوء فتستغفر لك الملائكة ما لم ينتقض وضوءك ,
و من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير , 10 مرات
كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل

و التسبيح و التحميد و التكبير و التهليل بعد كل صلاة , بيغفر الذنوب و لو كانت مثل زبد البحر ,
و قول : سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله ,

و غيرها الكثير في ديننا و الحمد لله .

ربنا يتوب علينا و يغفر لنا و ينفعنا بما علمنا ,

و إن كنتُ لم أنتفع بالذي *** وَعَظتُ بهِ , فانتبِه أنتَ به


جزاكم الله خيرا

و لا تنسونا من الدعاء بظهر الغيب بالله عليكم

..........

حقوق النشر للجميع


ـ
و لا تنسوا
كاتب الموضوع من دعوة صالحة بظهر الغيب

أن يُصلح الله له شأنه كله و يُدخله الجنة و يُجِرْه من النار و جميع المسلمين و المسلمات ..

>> حقوق النشر للجميع <<
لو رأيت أنه يستحق النشر
بشرط عدم التحريف أو التغيير
و يا حبذا لو تذكر رابط المدونة

tazbee6.blogspot.com


أو تذكر أن الموضوع

" منقول من مدونة تظبيط "

ـ