زي ما فيه حاجات صح و حاجات غلط

فيه حاجات غلط ممكن تبقى صح

بس عاوزة شوية

تــظــبـــيــط

ــــــــــــــــــــــــــــ

قبل أن تقرأ المدونة

-- حقٌ على أصحاب الكؤوس أن يتناصحوا --

لا يُعــذَر المسلم في تخليه عن الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتـى وان كان مُقصراً في نفسه في بعض الأمور ,

بـل إن الإنسان عليه أن ينهى عن المنكر حتى وان كان هــو واقـع فيــه

فوقوعه في المنكر ذنب وعدم إنكاره على الآخرين ذنب آخر يُسأل عنه,
ولا شك ان على من ينصح أن يسعى جاهداً لتغيير ما بنفسه ليكون قدوةً ومثالاً يُحتذى به.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

08 June, 2016

علشان ما تبقاش مسلم بالوراثة ـ مُجَمَّع و مُحَدَّث -

بسم الله الرحمن الرحيم 
هذا المقال هو نفسه الذي نُشِر من قبل في 2013 لكن مع إضافة بعض التحديثات 
و تجميع الموضوع في مقال واحد و ليس أربعة ليسهل حفظه و الرجوع إليه في وقت آخر لمن ليس لديه وقت للقراءة

========


 بص , خلينا ندخل في الموضوع على طول و عرض و ارتفاع كي لا نضيع وقت سعادتك ( السمين ) , 

نبدأ الحوار :

= إحكي لنا قصة دخولك في الإسلام !!؟؟

- قصة مين يا عم الحاج ؟؟ إنت شايفني جاي من الجاهلية و لا إيه ؟؟ أنا الحمد لله مولود مسلم و ابن مسلمين , قصدك إيه من السؤال ده يعني ؟؟

= هو ده قصدي , إنك لم تدخل في الإسلام بنفسك , و إنما ورثته عن أبويك , من غير تعب و لا بحث و لا اقتناع و لا حاجة , إنما اتولدت لقيت أهلك مسلمين و بقيت مسلم ..... زيهم و خلاص .

- طب و إيه المشكلة في كده ؟؟ ما كلنا بنحمد ربنا على نعمة الإسلام و إننا اتولدنا مسلمين و ما اتولدناش يهود أو نصارى أو كفار لا سمح الله !!

= فعلا أنا معاك إن دي ميزة كبيرة الواحد بيحمد ربنا عليها , لكنها عند ( بعض ) الناس بتبقى عيب ... مش ميزة , لأنها بتخلي الواحد مش حاسس بقيمة الإسلام , لأنه ما بذلش جهد في البحث عنه و الاقتناع بيه , لكنه ورث الإسلام و خلاص , فانطبق عليه قول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : (( تُنقَضُ عُرى الإسلام إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية )) فتجده قد يعرف قيمة الإسلام بلسانه , و يحمد الله عليها , لكنه لا يعرف قيمة الإسلام بقلبه , فمثلا حين يشاهد فيديو لرجل أجنبي يبكي عندما ينطق الشهادتين و هو يعلن إسلامه تجده يتساءل : هو الراجل ده بيبكي قوي كده ليه ؟؟ و متأثر قوي كده ليه ؟؟ و إيه اللي هو حاسس بيه مخليه كده ؟؟ و ليه أنا مش حاسس باللي هو حاسس بيه ده , مع إني مسلم من قبله من زمااااان !!؟؟
هو ده اللي إحنا هنحاول نتكلم فيه إن شاء الله في الموضوع ده بدون الاستدلال بآيات ولا أحاديث , لكن هنتكلم بالعقل من البداية لحد ما نوصل للهدف اللي احنا عاوزينه :
إزاي ما تبقاش مسلم بالبطاقة ؟؟
إزاي تقتنع بالإسلام بجد زي الجماعة اللي بيدخلوا في الإسلام جديد دول ؟؟

و هنتكلم من الصفر بإذن الله :
هل هناك إله لهذا الكون أصلا ؟؟
إن كان هناك إله فمن هو هذا الإله ؟؟
و بأي طريقة و بأي دين نعبد هذا الإله ؟؟

- هو فعلا فيه إله بجد للكون ؟؟ و لا احنا بنشتغل نفسنا زي ما الجماعة الملحدين و اللادينيين بيقولوا إن إحنا بنحاول الوصول للسلام و الاطمئنان النفسي بعبادة أي شيء ؟؟ زي ما الوثنيين ما بيعبدوا الشمس و النار و بوذا و غيرهم !!؟؟

 = و الإجابة ببساطة إنه ما ينفعش يكون مافيش إله .. لأنه منطقيا ما ينفعش تلاقي قصر كبير مليء بكل ما لذ و طاب و مرتب و منمق و مزخرف و ..... و في الآخر تقول لي إن القصر ده لم يَبْنِهِ أحد , و أن أجزاءه تجمعت هكذا بالصدفة و طلع لنا القصر بالشكل ( السوبر لوكس ) ده !!
(( و القول بأن كل هذا الاتساق و النظام حدث صدفة و اتفاقاً هو السذاجة بعينها , كقولنا أن انفجاراً في مطبعة أدى إلى أن تصطف الحروف على هيئة قاموس محكم .)) [مصطفى محمود - رحلتي من الشك إلى الإيمان]

((هل هذا معقول ؟؟ بالصدفة تستدل الطيور والأسماك المهاجرة على أوطانها على بعد آلاف الأميال وعبر الصحارى والبحار !؟ بالصدفة يكسر الكتكوت البيضة عند أضعف نقطة فيها ليخرج !؟ بالصدفة تلتئم الجروح وتخيط شفراتها بنفسها بدون جراح !؟ بالصدفة يدرك عباد الشمس أن الشمس هي مصدر حياته فيتبعها !؟ بالصدفة تصنع أشجار الصحارى لنفسها بذوراً مجنحة لتطير عبر الصحارى إلى حيث ظروف إنبات ورى وأمطار أحسن !؟ بالصدقة اكتشف النبات قنبلته الخضراء ( الكلوروفيل) واستخدامها في توليد طاقة حياته !؟ بالصدفة صنعت البعوضة لبيضها أكياساً للطفو (بدون معونة أرشميدس) !؟ والنحلة التي أقامت مجتمعاً ونظاماً ومارست العمارة وفنون الكيمياء المعقدة التي تحول بها الرحيق إلى عسل وشمع !؟ هل كل هذا جاء صدفة ؟؟ وإذا سلمنا بصدفة واحدة في البداية , فكيف يقبل العقل سلسلة متلاحقة من المصادفات والخبطات العشوائية ؟ إنها السذاجة بعينها التي لا تحدث إلا في الأفلام الهزلية الرخيصة .)) [مصطفى محمود- رحلتي من الشك إلى الإيمان]  

- طيب ما زي ما استنتجنا إنه فيه إله , علشان كل مخلوق لابد له من خالق , يبقى لازم هنسأل مين اللي خلق الإله ؟؟ و مين اللي خلق اللي خلق الإله و .... ؟ و ندخل في متسلسلة لا نهائية من الخالقين !!؟؟

= بص , قبل ما أرد عليك عاوز أقول لك على قاعدة : " ليست كل قوانين البشر تصلح للاستدلال العقلي في كل مثال " , يعني مثلا مش علشان الإنسان بييجي من أب و أم , يبقى نقول لازم كل حاجة تكون ليها أب و أم , زي مثلا بعض النباتات بتتكاثر ذاتياً بالتبرعم , و بعض الحشرات مثل دودة البلاناريا , أو مخلوقات أخرى زي نجم البحر أو الهيدرا أو الأميبا و غيرها بتتكاثر تكاثر لا جنسي , مافيهاش ذكر و أنثى و لا أب و أم , فإن كان القياس العقلي لا ينطبق على بعض المخلوقات , فكيف تريده أن ينطبق على خالق المخلوقات ؟؟
لكن برضو سأجيب عن سؤالك بطريقة عقلية من نفس كلمات سؤالك و أقول لك : انت بتقول : طالما الإله خلق الإنسان طيب يبقى برضو الإله لازم يكون حد خلقه , و الحد اللي خلقه لازم يكون حد خلقه قبل كده , و هكذا .. طيب بما إنه مافيش في الواقع و الحياة التي نعيشها الآن متسلسلة نهائية من الخالقين , يبقى فعلا مافيش غير خالق و إله واحد و الإله ده ما حدش خلقه , يعني انتفاء النتيجة هو دليل على انتفاء صحة الافتراض ,
ثم إنك لو نظرت لتعريف الإله عند البشر في أي دين , ستجده يعني القوة المطلقة و القدرة اللامحدودة و صفات كمال كثيرة ستنتفي عنه لو كان قد خلقه أحد , و لو كان فيه إله خلق إله خلق إله .... إلخ , ستجد أن الكون امتلأ بآلهة , و كل إله من دول عاوز يبقى إله على حق و له جميع صفات الإله , و يبقى ليه قدرة و نفوذ و سيطرة , فيروحوا بقى متخانقين مع بعض و الدنيا تخرب , و طالما الدنيا مش خربانة , و مافيش آلهة عمالة تتخانق حوالينا , يبقى برضو انتفاء النتيجة دليل على انتفاء صحة الافتراض .

(( ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ .. ﻭﻋﻤﺪﺓ ﺑﺮﺍﻫﻴﻨﻜﻢ ﻫﻮ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﺻﻨﻌﺔ ﺻﺎﻧﻌﺎً .. ﻭﻟﻜﻞ ﺧﻠﻖ ﺧﺎﻟﻘﺎً .. ﻭﻟﻜﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻮﺟﺪﺍ .. ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴّﺎﺝ .. ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳّﺎﻡ .. ﻭﺍﻟﻨﻘﺶ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘّﺎﺵ .. ﻭﺍﻟﻜﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺃﺑﻠﻎ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻪ .. ﺻﺪّﻗﻨﺎ ﻭﺁﻣﻨّﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ .. ﺃﻻ ﻳﺤﻖ ﻟﻨﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺃﻥ ﻧﺴﺄﻝ .. ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ .. ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺛﻮﻧﻨﺎ ﻋﻨﻪ .. ﺃﻻ ﺗﻘﻮﺩﻧﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﺳﺘﺪﻻﻻﺗﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ .. ﻭﺗﺒﻌﺎً ﻟﻨﻔﺲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ .. ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ "ﺍﻟﻤَﻄَﺐ" ﺩﺍﻡ ﻓﻀﻠﻜﻢ ؟
ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻪ : ﺳﺆﺍﻟﻚ ﻓﺎﺳﺪ .. ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺴﻠّﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﺛﻢ ﺗﻘﻮﻝ ﻣَﻦ ﺧﻠﻘﻪ ؟! ﻓﺘﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﺧﺎﻟﻘﺎً ﻭﻣﺨﻠﻮﻗﺎ ًﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻨﺎﻗﺾ ..
ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃﻧﻚ ﺗﺘﺼﻮﺭ ﺧﻀﻮﻉ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ .. ﻓﺎﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ , ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺼﻮﺭﻩ ﻣﻘﻴﺪﺍً ﺑﺎﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ , ﻭﻻ ﺑﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ , ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ .. ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻧﺘﺼﻮﺭﻩ ﺧﺎﺿﻌﺎً ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻪ .
ﻭﺃﻧﺖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺴﻔﺴﻄﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﺋﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺑﺰﻣﺒﻠﻚ ﻭﺗﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﺰﻣﺒﻠﻚ !! ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ , ﻗﺎﻟﺖ : ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻪ , ﺇﻧﻲ ﺃﺭﻯ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﺰﻣﺒﻠﻚ !! , فأنت ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﻻ ﺗﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﻣُﻮﺟِﺪ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺃﻧﻚ ﺗﺮﻯ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﻮﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺟﺪ .
ﺃﻣﺎ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻄﺮﺩ ﻓﻲ ﺗﺴﻠﺴﻞ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻗﺎﺋﻼً : ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﻭﺍﻟﺨﺸﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ , ﻭﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺬﺭﺓ , ﻭﺍﻟﺒﺬﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺍﺭﻉ , ﻭﺍﺿﻄﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻄﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﺴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻼﻧﻬﺎﺋﻲ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﺐ , ﺳﺒﺐ ﺃﻭﻝ ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻙ ﺃﻭﻝ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺤﺮﻛﻪ , ﺧﺎﻟﻖ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﻟﻖ .. ﻭﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﻧﻘﻮﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ )) [مصطفى محمود - حوار مع صديقي الملحد]

- طب ماشي يا عم الحاج , منطقيا لازم يكون فيه إله هو اللي خالق الكون ده , و إله واحد , بس إزاي أصدق حاجة مش عارف أشوفها و لا ألمسها و لا أسمعها ؟؟

= هجاوبك في نقطتين اثنين بس :
النقطة الأولى : عمرك شفت عقلك أو شممته أو لمسته ؟؟ طبعا لأ . طيب هل تأثر تفكيرك و الوظيفة التي يقوم بها عقلك لو لم تره أو تلمسه أو تحسه ؟؟ نفس الأمر بالنسبة لذلك الشخص الذي يطالب بالإحساس المادي بالإله أو الروح أو غيرها من الأسرار الكونية , مش لازم تقدر تدركه بذاته , المهم تقدر تشوف آثاره الداله عليه : (( ولكن أسرار التكوين الإنساني ستظل خافية عليه أبداً .. سيظل سر الحياة، وسر الموت، خافيين تماماً. وسيظل سر الروح الإنساني بعيداً عن مجال إدراكه .. لأن شيئاً من هذا كله لا يلزمه في وظيفته الأساسية )) [سيد قطب - خصائص التصور الإسلامي]
و النقطة التانية : انت عمرك ما شفت عقلك و لا لمسته و لا شممته , لكن عارف إن فيه عقل في راسك , صح ؟؟ فكَوْنك لا تستطيع أن ترى شيئا أو تلمسه , ليس دليلا على عدم وجود هذا الشيء : (( فإذا قلنا له إن الله ليس محدوداً ليقع في مدى الأبصار .. و إنه اللانهاية و إنه الغيب .
يقول لنا العلم : إنه لهذا لا يعترف به , و إنه ليس من العلم الإيمان بالغيب و إن مجال العلم هو المحسوس , يبدأ من المحسوس و ينتهي إلى المحسوس .
فنقول للعلم .. كذبت !! إن نصف العلم الآن أصبح غــيــبــاً !! العلم يلاحظ و يدون الملاحظات .. يلاحظ أن صعود الجبل أشق من النزول منه .. و إن رفع حجر على الظهر أصعب من رفع عصاً .. و أن الطير إذا مات وقع على الأرض . و أن التفاحة تقع هي الأخرى من شجرتها على الأرض .. و أن القمر يدور معلقاً في السماء . و هي ملاحظات لا تبدو بينها علاقة . و لكن حينما يكتشف نيوتن الجاذبية ترتبط كل هذه الملاحظات لتصبح شواهد دالة على هذه الجاذبية .. وقوع التفاحة من شجرتها وصعوبة تسلق الجبل و صعوبة رفع الحجر .. و تعلق القمر بالسماء , إنها نظرية فسرت لنا الواقع , و مع ذلك فهذه الجاذبية غيب لا أحد يعرف كنهها .. لم ير أحد الأعمدة التي ترفع السماوات بما فيها من نجوم و كواكب , و نيوتن نفسه و هو صاحب النظرية يقول في خطاب إلى صديقه بنتلي : " إنّه لَأَمْرٌ غير مفهوم أن نجد مادة لا حياة فيها و لا إحساس تؤثر على مادة أخرى و تجذبها مع أنه لا توجد بينهم أي علاقة ."
فها هي ذي نظرية علمية نتداولها و نؤمن بها و نعتبرها علماً .. و هي غيب في غيب .
و الإلكترون , و الموجة اللاسلكية , و الذرة , و النيترون ... لم نر منها شيئاً و مع ذلك نؤمن بوجودها اكتفاءاً بآثارها , و نقيم عليها علوماً متخصصة و نبني لها المعامل و المختبرات .. و هي غيب في غيب بالنسبة لحواسنا .
و العلم لم يعرف ماهية أي شيء على الإطلاق , و نحن لا نعرف إلا أسماء ... لا نعرف إلا مسميات .. نحن نتبادل مصطلحات دون أن نعرف لها كـُـنـْـهـاً , و غاية مطمع العلم أن يتعرف على العلاقات و المقادير , و لكنه لا يستطيع أن يرى جوهر أي شيء أو ماهيته أو كنهه , هو دائماً يتعرف على الأشياء من ظواهرها و يتحسسها من خارجها , و مع ذلك فهو يحتضن بنظرياته كل الماهيات و يفترض الفروض و يتصور مسائل هي بالنسبة لأدواته محض غيب و تخمين . )) [مصطفى محمود – رحلتي من الشك إلى الإيمان]

(( ﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻛﺎﻧﺖ" ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ " ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ " ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻂ ﺑِﻜُﻨْﻪِ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺃﻧﻪ ﻣُﻬﻴّﺄ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻓﻘﻂ .. ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻟﻬﻲ .. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﻀﻤﻴﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ .. ﺷﻮﻗﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻛﺎﻥ ﺩﻟﻴﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ .. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻇﻤﺄﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺎﺀ )) [مصطفى محمود – حوار مع صديقي الملحد]

فحتى لو افترضنا أن أحدا استطاع أن يصف لك الإله - تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا - فلن تستطيع حواسك و عقلك استيعاب ذلك الوصف , لأن العقل أصلا مش بيقدر يتصور كل حاجة , فهو قاصر حتى عن إدراك بعض الأشياء التي حوله في الدنيا , فمثلا لو أن امرأة أخذت تصف لرجل آلام المخاض و الولادة اللي بيسموها "طلق" , و قعدت تشرح و توصف و .... , عمر ما الراجل هيقدر يعيش الوصف و يتصوره بشكل كامل يساوي إحساس و إدراك تلك المرأة اللي قد ولدت من قبل , و أقرب ما سيستطيع تصوره أن هذا الطلق مثل المغص !! , و مثلا لو حد سافر بالطيارة و أخذ يوصف لك الشعور بالمطب الهوائي , و انت عمرك ما ركبت طائرة , عمرك ما هتتخيل قصده , و لو حد قعد يوصف لك مثلا لذة الجماع و انت قبل ما تتجوز أو قبل ما تصل لسن البلوغ عمرك ما كنت هتقدر تتصورها , و غيرها من الأمثلة , فكتير من الأشياء الموجودة في الدنيا و عقلك لا يستطيع تصورها , فكيف تطلب منه أن يتصور ما هو أعلى من ذلك بأن يتصور الخالق ؟؟

(( هكذا دون بيان للكيفية ، لأنها فوق إدراك الكينونة البشرية , وكل من أراد من البشر بيانا للكيفية تخبط وخلّط ، لأنه قاسها على كيفيات عمل الإنسان ، وشتان شتان )) [سيد قطب - خصائص التصور الإسلامي]

- تمام تمام , دلوقتي وصلنا إن فيه إله , و إله واحد , لكن .... أنهو واحد فيهم بقى يا كبير ؟؟
إله الفراعنة و لا الإغريق و لا اليهود و لا النصارى و لا المسلمين و لا ..... ؟؟
أي إله فيهم هو ذلك الإله الواحد الذي خلق هذا الكون و الذي يستحق العبادة ؟؟

= سؤال في الجون يا كبير , فعلا كل طائفة تتبع دين معين هيقولوا لك إن ديننا هو الصح , و إلهنا هو الحق , و الحل في الموضوع ده إنك تسمع كل واحد من هؤلاء ماذا يقول , واللي تقتنع بكلامه .. اتبعه ,
و بما إني مسلم , فأنا هقول لك أنا إزاي اقتنعت بالإسلام , و لو عجبك الكلام و اقتنعت بيه انت كمان يبقى قشطة ,
بص , ياسيدي , أنا اقتنعت بالإسلام عن طريقين :
الأول : طريق الاستبعاد :
إني لاقيت الأديان التانية مش نافعة ,
اللي بيعبد البقر ( الهندوسية ) , و اللي بيعبد جمادات ( تمثال بوذا ) , و اللي بيعبد ثلاث آلهة , منهم إله اتعذب و اتقتل ( النصرانية ) , و اللي بيعبد إله بيقول عليه بخيل و إن أحد البشر - يعقوب- صارعه و غلبه ( اليهودية ) و غيرها ...
الثاني : طريق البحث و الاقتناع ..
في عصر من العصور , جاء رجل و قال أن الإله - الذي توصلنا لحتمية وجوده بالأعلى - بعثه للخلق , جينا نشوف النبي ده بيقول الإله بعثه بماذا ؟؟
راح جايب لنا دين إسمه (( الإسلام )) و قال إن الإله بعثه بيه ,
قوم إيه .. جينا نبص على " الإسلام " ده بيقول إيه و بيأمر بإيه و بينهى عن إيه ؟؟
لقيناه بيأمر بالعدل في الرضى و الغضب , و الإحسان للمسلم و الكافر , و بر الوالدين , و أوصى بالجار و ... غيرها من الحاجات الحلوة اللي ما حدش يختلف عليها .

و ينهى عن القتل و الزنى و السرقة و الفُحش و العقوق و ... غيرها من الحاجات الوحشة اللي برضو مافيش خلاف بين الناس على نبذها .

و وجدناه دينا واقعيا يراعي ظروف البشر و طبيعتهم , فمثلا مش بيدعو للرهبنة و كبت الغرائز الموجودة أصلا داخل المخلوق , كما أنه واقعي في التعامل مع البشر , فلم يأمر و ينهى فقط منتظراً أن ينفذ الخلق كل شيء كأنهم في مدينة أفلاطون الفاضلة , بل علم أن من طبيعة الخلق المخالفة و اتباع الهوى , فوضع محفزات و جوائز لمن أطاع و عقابا لمن خالف و عصى .

كما أنه أخبر عن أشياء مستقبلية أنها ستحدث و حدثت بالفعل , مثل أن تلد الأمةُ ربّتها - أطفال الأنابيب و استئجار الأرحام اللي شغال في الغرب -  و غيرها من علامات الساعة الصغرى التي ظهرت .

و أخبر عن أشياء لم نكن نستطيع إثباتها أو رؤيتها فيما مضى , ثم بعد أن تطور بنا العلم , تأكدنا أن ما قاله لنا كان صحيحا , مثل مراحل تطور الجنين , والتطهر بالتراب - و التي جربتها شخصيا في تنظيف اليد من الزيوت و الشحوم - و غيرها من أمثلة الإعجاز العلمي من القرآن و السنة.

علشان كده صدقناه فيما أخبر به و رأيناه , و آمنا بما أخبر به و لم نره بعد ,
فمثلا : لو واحد من اللي بيظهروا في التلفزيون اللي بيشد عربية أو طيارة بأسنانه , الراجل ده جالك و قال لك إنه يقدر يشيل كيس جوافة بإيد واحدة !! هتصدقة من غير ما يشيل الكيس قدامك و لا لأ ؟؟
أكيد طبعا , لأنك رأيت قدرته على فعل ما هو أكبر من ذلك ,
علشان كده آمنا بأن (( الله )) هو الخالق و الإله الأوحد المستحق للعبادة , و بأن هناك جنة عرضها كعرض السماء و الأرض , و هناك نار لها سبعون ألف زمام , و هناك ملائكة و ... غيرها من الأمور الغيبية التي لم نرها ,
علشان كده آمنا بذلك النبي و بالإسلام و بما جاءنا به الإسلام بأن الإله الواحد هو (( الله )).

- ممممم لحد هنا و تمام , طب سؤال أخير و هو : لماذا خلقنا الله ؟؟ و ماذا يريد الله منا ؟؟

= بص يا سيدي , السبب الذي أخبرنا الله به هو : لكي يبلونا و يختبرنا هل نعبده كما أمر أم لا , قال تعالى :
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ } [سورة الذاريات- آية 56]
و قال تعالى :
{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا } [سورة المُلك - آية 2]
(( قدّر لعباده أن يحييهم ثم يميتهم { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا } أي : أخلصه وأصوبه، فإن الله خلق عباده، وأخرجهم لهذه الدار، وأخبرهم أنهم سينقلون منها، وأمرهم ونهاهم، وابتلاهم بالشهوات المعارضة لأمره، فمن انقاد لأمر الله وأحسن العمل، أحسن الله له الجزاء في الدارين، ومن مال مع شهوات النفس، ونبذ أمر الله، فله شر الجزاء. " [تفسير السعدي]

- طيب إزاي نعبده يعني ؟؟ نعيش حياتنا كلها في الجامع , بنصلي و نصوم بس و لا إيه ؟؟

= الإجابة هي : نعم , بالإضافة إلى ... !!
أيوة نصلي و نصوم و نقوم بالعبادات التي بيننا و بين الله ,
بالإضافة إلى القيام بالعبادات الأخرى التي بيننا و بين الناس , و التي أمرنا الله بها أيضاً , كالإحسان إلى الجار , و المشي في حاجة أخيك , و التكسب من الحلال و إعفاف النفس و الأهل .... إلخ , لأن العبادة كما قال بعض العلماء هي : (( هي اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة والباطنة ))
يعني باختصار , أن نعيش على الأرض , إلى أن يأذن الله لنا في مغادرتها, طبقا للمنهج الذي وضعه عز وجل لنا , و الذي يحدد لنا طريقة تعاملنا مع الخالق و مع المخلوقين و مع كل شيء حولنا في هذه الدنيا.

..................................................
و جزاكم الله خيرا
و ما كان من توفيق فمن الله , و ما كان من خطأ فمِنّي و من الشيطان ,
و لا تنسوا كاتب الموضوع من دعوة صالحة بظهر الغيب :
أن يُصلح الله له شأنه كله و أن يهديه و يتوب عليه ,
و أن يكفيه بحلاله عن حرامه , و يغنيه بفضله عمن سواه ,
و أن يُعِيذهُ من الهم و الحزن و العجز و الكسل ,
.......... ما تنسوش بالله عليكم ..........
>> حقوق النشر للجميع <<
بشرط عدم التحريف أو التغيير
و يا حبذا لو تذكر رابط المدونة
ــــــــــــــــــــــــــ

حقوق النشر للجميع


ـ
و لا تنسوا
كاتب الموضوع من دعوة صالحة بظهر الغيب

أن يُصلح الله له شأنه كله و يُدخله الجنة و يُجِرْه من النار و جميع المسلمين و المسلمات ..

>> حقوق النشر للجميع <<
لو رأيت أنه يستحق النشر
بشرط عدم التحريف أو التغيير
و يا حبذا لو تذكر رابط المدونة

tazbee6.blogspot.com


أو تذكر أن الموضوع

" منقول من مدونة تظبيط "

ـ