ـ يا حبيبي يا مرقص انت و كوهين !!ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ..


بما أن المدونة بعنوان "تظبيط" يعني ده هدفها ..
و ده "غرضها الشريف" ..


علشان كده زي ما بنحاول نظبط في التفكير و العلاقات ..
برضه لازم نظبط حاجات و مفاهيم مغلوطة في الدين ...

و النهاردة حبيت أتكلم ... قصدي "أنقل" التفسير الصحيح لآيات الناس فهمتها غلط خالص ...

علشان الفهم "يتظبط" و كله يبقى تمام ...

بسم الله نبدأ :

ناس كتير بتقول إن النصارى إخواتنا ..
و حبايبنا الحلوين ...
و تلاقيهم قد يوالوهم و يحبوهم أكثر من المسلمين ...

و لم اتيجي تكلمهم يقول لك يا عم طيب ما شيخ الأزهر بيبوس القسيس و بيروح له الكنيسة ..
و القسيس بيصوم مخصوص في رمضان علشان يحضر الإفطار الجماعي مع شيخ الأزهر ..

يعني هو هيبقى غلط ؟؟؟

أقول لك يا عمُنا الدين بتاعنا .. مين اللي جايبه لنا ؟؟
شيخ الأزهر و لا الرسول صلى الله عليه و سلم ؟؟؟

طبعا الرسول صلى الله عليه و سلم ..
و الرسول تلقى التشريع عن الله عز و جل بالوحي ...
و الوحي قرآن و سنة -و إن شاء الله في مشاركة أخرى نبين إزاي الأحاديث كانت وحيا مثل القرآن-

يبقى ندخل على الأصل اللي المفروض شيخ الأزهر و كل المسلمين بياخدوا منه الأحكام ...

القرآن و السنة ...

و أشهر دليل الناس بتقوله هو قوله تعالى { لكم دينكم و لي دين }
و قوله تعالى { و لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى }

.
.
.
.


أول آية { لكم دينكم و لي دين }

الناس بتفكرها يعني كل واحد حر .. اللي يكفر يكفر و اللي يؤمن يؤمن ..
مع إن الآية بصيغة "التهديد" ..
يعني هنشوف في الآخر !!


و تفسيرها :

{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }

(1)

<< قَالَ لَهُمْ الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { لَكُمْ دِينكُمْ وَلِيَ دِين }

كَمَا قَالَ تَعَالَى :
  { وَإِنْ كَذَّبُوك فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلكُمْ
أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَل وَأَنَا بَرِيء مِمَّا تَعْمَلُونَ }
وَقَالَ : { لَنَا أَعْمَالنَا وَلَكُمْ أَعْمَالكُمْ } .

(2)

وَقَالَ الْبُخَارِيّ :
يُقَال " لَكُمْ دِينكُمْ " الْكُفْر" , وَلِيَ دِين " الإسْلام"

وَلَمْ يَقُلْ دِينِي لِأَنَّ الْآيَات بِالنُّونِ فَحَذَفَ الْيَاء كَمَا قَالَ " فَهُوَ يَهْدِينِ " وَ " يَشْفِينِ " >> [تفسيير ابن كثير]
.
.
.
.

الآية الثانية { و لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى }




أما قوله تعالى : { لتجدنَ أشدَ الناس عداوةً للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا
ولتجدنَ أقربهم مودةً للذين ءامنوا الذين قالوا إنا نصارى
ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون } ..

فهذه الآية لا تعني أنهم أحب الناس إلينا ...
فقط أكمل الآية لنهايتها و ستفهمها ..

{ ذلك بأن منهم قسسيسين و رهبانا و أنهم لا يستكبرون ,
وإذا سمعوا ما أُ نزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق
يقولون ربنا ءامنا
فاكتبنا مع الشاهدين وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق
ونطمع أن يدخلنا ربُنا مع القوم الصالحين
فأثابهم الله بما قالوا جنَات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين }

إن النصارى التى تثنى عليهم الأيات هم الذين قالوا إنا نصارى
وهم القساوسة والرهبان الذين لا يستكبرون والذين يفتحون أذانهم لسماع القرأن الذى نزل على سيدنا "محمد"
وعندما يسمعون القرأن يعرفون أنه الحق من الله ونتيجة لذلك :
نرى أعينهم تفيض من الدمع
وهم يختمون هذه الخطوات بالخطوة الأخيرة "والأهم"
ويحققون الثمرة المرجوة والنتيجة الطبيعية لما سبق
فيستسلمون لرب العالمين إستسلاماً عملياً ويدخلون في الإسلام
وبهذا "فقط" يأخذون نصيبهم من رحمة الله ونعيمه



و تفسير الآية :

(1)

( ومما يدل على قرب مودتهم للمسلمين أن فريقًا منهم - وهم وفد الحبشة لما سمعوا القرآن- 

فاضت أعينهم من الدمع فأيقنوا أنه حقٌّ منزل من عند الله تعالى, وصدَّقوا بالله واتبعوا رسوله, 

وتضرعوا إلى الله أن يكرمهم بشرف الشهادة مع أمَّة محمد عليه السلام على الأمم يوم القيامة. ) [التفسير الميسر]


(2)

( لم يرد به جميع النصارى لأنهم في عداوتهم المسلمين كاليهود في قتلهم المسلمين وأسرهم وتخريب بلادهم 

وهدم مساجدهم وإحراق مصاحفهم, لا ولاء, ولا كرامة لهم, 

بل الآية فيمن أسلم منهم مثل النجاشي وأصحابه ) [تفسير البغوي]

.....


ولله در الجصاص حيث قال في "أحكام القرآن له" :
(ومن الجهال من يظن أن في هذه الآية مدحاً للنصارى،
وإخبار أنهم خير من اليهود، وليس ذلك كذلك،
لأن ما في الآية من ذلك إنما هي صفة قوم قد آمنوا بالله وبالرسول،
يدل عليه ما ذكر في نسق التلاوة من إخبارهم عن أنفسهم بالإيمان بالله والرسول).

.
.
.
.


طبعا هتلاقي ناس بتسأل :
طب أنا ليا صاحب نصراني , مخلص و أمين و أحسن من كتير من المسلمين ,
أسيبه و أكرهه لمجرد إنه نصراني ؟؟

هقول لك غالبهم - و ده حال أي أقلية - بيحبوا يبينوا نفسم إنهم حلوين ,
لكن حقيقتهم بتبقى عكس كده خالص ,
كما قال تعالى :
{ كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة
يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون }


و حتى ياسيدي افترض أنه فعلا كويس محترم و أمين و مخلص بجد ,
هرد عليك برد بسيط ,

افترض إن صاحبك النصراني الأمين و المخلص ده فعلا أمين و مخلص بجد ,
بس ما بيحبش أبوك !!
كل ما يسيبك يتكلم عن أبوك و يشتمه و يؤذيه ,
و لما تيجي تقول له انت بتشتم أبويا ليه ؟؟
يقول لك دي وجهة نظر , و حاجة في قلبي ما أقدرش أغيرها ,
بس خلينا اصحاب زي ما احنا ,

يا ترى هتقبل و لا لأ ؟؟

طيب فما بالك لو كان بيشتم رسولك , و بيؤذي ربك :
قال رسول الله :
( ليس أحدٌ أصبر على أذىً سمعه من الله ،
إنهم ليدعون له ولدا ، ويجعلون له ندا ،
وإنه ليعافيهم ويدفع عنهم ، ويرزقهم ، ويعطيهم )


و المزيد في موضوع " حسن يريد حلا مع مرقص " :
http://tazbee6.blogspot.com/2010/11/blog-post_4264.html

أنا مش بقول إنك تقابلهم في الشارع "تغزهم" بمطوة
و تضربهم
و ما تكلمهمش و ما تتعاملش معاهم ,

لأ

إنما لا تحبهم .. , و تكرههم في الله لأنهم كفروا به ,
و لا تتخذ منهم أولياء من دون المؤمنين ,
لكن لا تؤذيهم لأنهم في بلادنا "مُستأمنين" و لا يجب إيذاؤهم ..
لأنهم أهل "ذمة" = "عهد" , و لا يجب على المسلم أن ينقض عهدا ..



لحد هنا و كفاية النهاردة ..
أرجو أن يكون التفسير الصحيح للآيتين قد اتضح ..
و إن الدماغ تكون "اتظبطت"

في أمان الله ..