السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,
كنا اتكلمنا من زمان عن موضوع الإقلاع عن الذنوب
أو أي عادة عاوزين نبطلها و مش عارفين ,
و رغينا كتير في الموضوع ده :
عاوز أبطل


و النهاردة هنتكلم بإذن الله عن جزء واحد فقط هو
.
.
.
الفشل

الفشل في الإقلاع عن بعض الذنوب

و طبعا الفشل ده مش علشان تركها مستحيل

لأن الله عز و جل لم يأمرنا إلا بما في وسعنا أن نفعله
{ لا يُكلف الله نفساً إلا وُسعها } [البقرة : 286 ]
كما يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين:
" ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل عن مكانه،
وكان مأموراً بإزالته ، لأزاله . "
يعني لو ربنا أمرك بإزالة جبل , يبقى انت تقدر تزيله

لأنه زي ما قال تعالى : { لا يُكلف الله نفساً إلا وُسعها } [البقرة : 286 ]
أم هند , مش عاوزين نطول علشان الناس ما تنامش

طيب لو ما عرفناش ننفذ اللي ربنا أمرنا بيه من بعض الطاعات ,
أو لم نستطع ترك بعض ما نهانا عنه

يبقى خلاص ؟؟
نيأس

و نقضيها بقى صياعة

و تشرب علشان تنسى

و نقول ما هي العملية بايظة بايظة ؟؟
و لا نتصل بـ
0900 0900
و نشارك في السحب , و يمكن نكسب خلاط

الإجابة الصحيحة هي :
لا هذا و لا ذاك !!
إنما أن نبدأ في فِعل :
( الحسنات الماحية )
قال تعالى : { إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذكِرِينَ } [هود:114].
وقال صلى الله عليه وسلم : (( اتق الله حيث ما كنت ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تمحها،
وخالق الناس بخلق حسن))[ الراوي: أبو ذر الغفاري - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي -
الصفحة أو الرقم: 1987- خلاصة حكم المحدث: حسن ]
و كما قال رسول الله لأبي ذر :
(( إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها ))
قال : قلت يا رسول الله ! أَمِنَ الحسنات لا إله إلا الله !
قال : (( أفضل الحسنات ))[ الراوي: أبو ذر الغفاري - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب -
الصفحة أو الرقم: 3162 - خلاصة حكم المحدث: صحيح ]
فطالما مش عارفين نمنع السيئات إنها تيجي من الأول ,
يبقى نشوف لها حاجة تقلل من تأثيرها و تمحيها بعد وقوعها

زي لما يبقى عندك إناء فيه مياة نظيفة - و ده الأصل في قلب المؤمن-
و وقع فيها شوية حبر - سيئات - غيروا لونها ,
فإنت طالما ما عرفتش تمنع الحبر ده من النزول في الأول -و وقعت في السيئات- ,
يبقى تحط في الإناء مية نظيفة علشان تقلل من تركيز الحبر ده

و كل ما الحبر يقع في الإناء - طالما انت مش عارف تتوب و تبطل و تمنع الحبر- ,
يبقى كل ما تقع منه نقطه , نحط قدامها نقط كتير من المية النقية ,
علشان تمحي أثر الحبر في الإناء ,
وصلت

ملحوظة مهمة :
الكلام ده مش معناه إن الواحد لا يتوب و لا يستغفر بعد الذنوب ,
و يقول هطلع صدقة أو أقوم أصلي بعدها أو أقرأ قرآن و خلاص ,
لا

إنما الواحد بعد كل ذنب لازم ( يُسارع ) بالتوبة منه , و يستغفر الله كثيرا ,
قال رسول الله :
(( إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطىء ،
فإن ندم و استغفر الله منها ألقاها، وإلا كُـتِبَت واحدة ))[ الراوي: أبو أمامة الباهلي - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع -
الصفحة أو الرقم: 2097 - خلاصة حكم المحدث: حسن ]
و إلا هيبقى زي الرقاصة اللي بتروح تحج كل سنة علشان ربنا يغفر لها ,
بينما هي ( مُصِرّة ) على الذنب , و ناوية تستمر في (الاهتزاز)

و ده طبعا ما ينفعش , لأن دي مش توبة ,لأن مافيهاش ( العزم على عدم العودة للذنب ).
و الحسنات الماحية دي بتبقى حاجة إيجابية هو بيعملها ,
بدل ما يقعد ندمان

أو الشيطان

فلما يعمل حسنات ماحية بعد الذنب و الاستغفار ,
هيطلع من دائرة اليأس

و في نفس الوقت هيساعد في إن السيئات اللي عملها دي تُغفَر له .
و يقل الهم و الضيق

قال رسول الله :
(( إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ،
ثم عمل حسنة فانفكت حلقة ، ثم عمل حسنة أخرى فانفكت حلقة أخرى ,
حتى يخرج إلى الأرض ))[ الراوي: عقبة بن عامر - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة -
الصفحة أو الرقم: 2854 - خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات]
و بالنسبة للحسنات الماحية فهي كثيرة بحمد الله ,
سنذكر بعضها بدون أن نذكر الحديث للاختصار :
قراءة القرآن مثلا , كل حرف بحسنة و الحسنة بعشرة أمثالها ,
أو الصدقة خاصة صدقة السر التي تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار ,
أو الصدقة عامةً ربنا بيضاعفها لحد 700 ضعف أو أكثر ,
و الوضوء تخر معه الخطايا من كل عضو تغسله ,
و الذهاب للمسجد , مع كل خطوة تزيد حسنة و تُحَط عنك سيئة ,
و انتظار الصلاة في المسجد و أنت على وضوء فتستغفر لك الملائكة ما لم ينتقض وضوءك ,
و من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك , وله الحمد , وهو على كل شيء قدير , 10 مرات
كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل
و التسبيح و التحميد و التكبير و التهليل بعد كل صلاة , بيغفر الذنوب و لو كانت مثل زبد البحر ,
و قول : سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر و لا حول و لا قوة إلا بالله ,
و غيرها الكثير في ديننا و الحمد لله .
ربنا يتوب علينا و يغفر لنا و ينفعنا بما علمنا ,
و إن كنتُ لم أنتفع بالذي *** وَعَظتُ بهِ , فانتبِه أنتَ به
جزاكم الله خيرا
و لا تنسونا من الدعاء بظهر الغيب بالله عليكم
..........